Wednesday, February 25

صدق الله العظيم

قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ

Sunday, February 15

عن حلم أسطبل عنتر سأتحدث




مفتتح
اهو ده اللي صاااار وادي اللي كااان
مااالكش حق تلوم عليا ما لكش حق
تلوم عليا ازاااااي يا سيدنا
وخير بلدنا ماهوش في ايدنا
قول لي عن اشياء تفيدنا
وبعدها ابقى لوم عليااااا


عن صوت لأطفال في عمر الزهور يشدو بأروع طقطوقة سمعتها أو هسمعها في حياتي

عن تطابق معناها التام مع أحلامهم ومع ادائهم المسرحي القصير المعبر الموجز

عن حلم اسطبل عنتر سأتحدث

عن محمود حنفي بطل العرض الصغير

عن خجله وهو بيفهم مني معني الاوتوجراف وبيكتبلي إسمه ويقول مش قلتلك خط مش حلو

عن إلهام وتعبيرها المرتبك الخجول عن حلمها في التمثيل وعمل كل البرامج

عن تعبير بسيط من أطفال أكثر بساطة

عن عرض مسرحي صغير كان أبرز مثال علي دور الفن في التعبير عن الواقع وخدمة الرسالة اللي بيقدمها

فن بيرضوا بيه ربنا وميقدرش أعتي المتشددين إنه يفكر يحرمه

فن مش بيتصرف علي أبطاله جزء في المليار من اللي بيتصرف علي أبطال أي فيلم في سينماتنا

فن نقل الواقع اللي أجبر _ وبصراحة يحسد عليها _ مخرج حين ميسرة إنه يعتذر في نهاية الفيلم عن عدم قدرته علي نقل الفيلم للواقع بشكل كامل


ليس لأن الفيلم مبالغ فيه بل لأن الواقع أكثر قسوة

فعلاً ازاي كان هينقل روايح أكوام الزبالة المهولة في منطقة جبلية مساحتها متساويش مساحة نادي مثلاً

عن طفلة سنها خمس سنوات اسمها ياسمين اللي قبل ما أسمع أخر حرف منه كانت أضافت مندهشة : بس إسمي الأصلي عدالات..وأنا بحب اسم عدالات معرفش ليه هم بيحبوا ياسمين

عن نظرة عينيها وهي بتلف طيارتها الورقية البسيطة وبتقوللي ازاي أعرف أطير طيارتي وعجزي لأني في حين إن الطيارة أطول منها..فأنا اللي أطول منها والطيارة في الواقع مجربتش أطيرها قبل كده

عن طفل 3 سنين كان نفسه في آيس كريم زي الأطفال الباقيين ومقدرش يندفع معاهم

عن ورشة بسيطة للغزل وصناعة السجاد بدأت تعلم أطفال متسربين من التعليم مهنة شريفة وفقاً للحكمة القائلة إذا أردت إن تساعد إنساناً فلا تعطه سمكة بل علمه كيف يصيد

عن طفل فخور بإنه بينتمي لمدرسة الفصل الواحد اللي شجعت نسبة محدودة _ متوقع زيادتها _ علي التعليم بدلاً من التسرب والتشرد

وبيقولها زي ما بيقول البعض بإنه متخرج من هارفارد أو بيدرس في الجامعة الأمريكية براس مرفوعة



عن أبطال العرض المسرحي وهما بيسألوني ببراءة..كنا حلوين يا أستاذ ؟

عن وصولهم بفرحتهم للسما وابتساماتهم العريضة والسبب بس كان إشادتي المتواضعة بيهم




عن أطفال كتير زيهم تشجيعهم ممكن والأمل فيهم كبير بس محتاجين المكان يتوسع والمتطوعين يزيدوا


عن المخرج المتطوع اللي قال إنه حفظهم هيعملوا إيه بالترتيب غير كده هم مش احتاجوا تدريب لأنه ده واقعهم ومحدش هيدربهم أحسن من الواقع


عن صوت العود المصاحب للعرض وهو لسه بيرن في أذني بشجنه المناسب للواقع


عن مربع من السيراميك فضل الأطفال جواه طول العرض كرمز لسجن الواقع


عن طفلة بريئة من الأبطال وهي بتقول أنا حلمي..يبقي عندي حمام سباحة كبير..وأدَخَل الناس من غير فلوس


عن طفل حلمه بس الإستحمام..بمياه طبيعية مش بجركن مياه بتكلفه جنيه ويكتشف متأخر أوي إختلاطها بصرف صحي


عن عشرات الأطفال والمراهقين في أسطبل عنتر شفتهم بعيني بيستنفذوا طاقتهم في ملعب ترابي معمول بجهود أصحاب الحلم مش بجهود المسئولين عن بلدنا والمتشدقين بإنجازاتهم ( واجباتهم المنقوصة ) والمتبجحين بتصديرهم الغاز للصهاينة ولا حتي من هواة لعبة تحرير المرأة


عن سور قلعة الكبش ومنظره كتحفة أثرية سمحلها إهمال المسئولين وادائهم ل 1% من واجبهم بإنها تبقي مجرد مقلب زبالة كبير أوي أوي..وغرزة للشباب الفقير الضايع اللي بينسي الواقع بأحقر الوسائل المتاحة وهو الإدمان


عن تلاجة آيس كريم هدية متجددة لحلم اسطبل عنتر وفرحة الأطفال ولهفتهم وإندفاعهم وإشباع الحرمان اللي حسيته في عينهم ولو بثلاجة آيس كريم من شركة كبيرة خلتني اتفائل بإن مش كل الشركات الكبيرة في مصر مجرد حيتان جشعة بتكبر علي أجساد الآخرين لأن هدية رمزية زي دي بتساهم ولو بتخفيف المعاناة


عن متطوعين بعتبرهم أبطال وعن كل أسرة جمعية صحبة الخير وبالأخص المساهمين في حلم اسطبل عنتر لأن مجرد طلوعنا ونزولنا في يوم واحد للمكان حسينا فيه بدوار يمكن دام اليوم كله..فما بالنا بناس كل يوم بتروح وتيجي ويمكن في اليوم الواحد أكتر من مرة ..مقدرش أقول غير ربنا يحميهم ويكتر من أمثالهم




عن 850 ألف إنسان وإنسانة ..فقرهم أنا لو بعانيه..كان ممكن أتاجر في المخدرات فعلاً..ممكن أشتغل قاطع طريق..ممكن قواد..ممكن حرامي..ممكن أنتحر حسب درجة إيماني وتحملي ( وبحمد ربنا علي نعمه المحسوس منها وغير المحسوس ) للمعاناة


لكن هما بس نفسهم في وظيفة ..نفسهم يحسوا بأمان بنقطة شرطة..نفسهم حلم اسطبل عنتر ينجح ويكبر.ويتعلموا علي إيد أصحاب الحلم مش علي إيد كدابين الحكومة ..هيتعلموا ازاي يصطادوا


مش هيمدوا إيدهم لمسئول مش بيعتبرهم بشر ولا حتي يستحقوا إهتمام معاليه


ولا حتي هيمدوا إيدهم لفاعل خير..رغم إحتياج أغلبهم الواضح ولو لعشرة جنيه يسد بيها جوعه لمدة يوم ويمكن أكتر كمان ومحدش يسأل ازاي يسد جوعه بعشرة جنيه لعدة وجبات


عن حلم اسطبل عنتر نفسي أحكي وأحكي لأني بتمني قريب أبقي ترس فعال فيه مش مجرد متكلم من بعيد بيكتب


عن أرض محتاجة كشافات عشان تبقي ملعب كورة بيخدم مئات من شباب وأطفال المنطقة كل يوم ولحد أخر الليل ..والنتيجة إن المنطقة هيبقي فيها حركة..وعن ركن من أركان سور قلعة الكبش هيبقي مضاء ومساحة الغرزة هتقل ..لأن كمان الشباب والأطفال المستهدفين من الحلم..مش هيتجهوا للغرزة زي اللي سبقوهم ولا هيدمنوا زيهم ويضيعوا

ولسخرية القدر تكلفة الإضاءة والملعب وملعب طايرة _ مع الفائدة المهولة ليهم _ مش تساوي عشر عربية من عربيات حراسة أي مسئول مبجل معظم ويمكن أقل

تكلفة ورشة تعليم صناعة السجاد ومهن أخري مش تساوي اللي بيقبضه تافه حسني ولا عمرو بيه دياب ولا فيفي عبده في حفلتين ترف

عن أرض عملوها مركز للشباب بجهود ذاتية وبمساعدة أهل الخير..ولما حبوا يخصصوها كمركز شباب.محدش هيمتلكه.محدش هينتفع بيه إلا شباب بينتمي لمصر اللي خايفين علي سمعتها ناس قاعدين تحت التكييف ومش شايفين الواقع ..تجربة عملية قام بيها أصحاب الحلم ..مشيوا في الإجراءات القانونية عشان تخصيص قطعة أرض في مكان محدش بيستفاد بيه من قرون ومش متوقع الإستفادة بيه قريباً..يروحوا لهيئة الآثار يقولولهم مفيش مشكلة لو الأرض اتخصصت مركز شباب..يطلبوا التخصيص من المحافظة يقولولهم لأ دي أرض آثار


عن حلم اسطبل عنتر اللي بيمثل جزء بسيط من حلم اتولد جوايا من فترة بعيدة وكنت نسيته

حلم إنقاذ ما يمكن إنقاذه.إنقاذ المستقبل..إنقاذ طاقات مهدرة لشباب بعد كده هيتحرش.وهيدمن.وهينضم لقافلة أطفال الشوارع ويمكن ينضموا للقاعدة كمان مين عارف !! وكالعادة هيكتب عنهم الجالسين تحت التكييف.هيكتبوا بحرارة.وهيتحركوا تحركات هاتفية وتلفزيونية.وفي النهاية النتيجة هتبقي محدودة.مسلسل بيمجد البطلة ويرضي غرورها وبينساه المشاهدين بعد شهرين ..وبعض مساعدات من أهل الخير لا تكفي للأسف وبس !! للأسف

تفتكروا الحلم اللي أنا شفته وخايف ييجي في يوم أشوفه بيتدفن بإيد البيروقراطية والروتين هيدفنوه فعلاً

بس لأ..ازاي أخاف..لما أشوف الأطفال والناس اللي انقطاع المياه بالنسبة لهم حياة كاملة وعايشين عادي وتكيفوا مع أوضاعهم..وأنا نص ساعة بس المياه تنقطع كانت تكفي لخروجي عن شعوري في اتصالي بالموظفين

أنا عندي أمل في بكره.وهفضل أحاول وراه..هفضل أحاول لحد ما أشوف إلهام ممثلة بتنقل قضية أهلها ومكانها ومحمود فتحي ممثل مسرح بيوقع الأوتوجرافات بخطه بعد التعديل..عدالات أو ياسمين زي ما بيسموها بتعرف تطير الطيارة وبتحقق أحلامها البسيطة كل ما بيتقدم بيها العمر

عن حلم اسطبل عنتر اللي تأكدت إنه مش مجرد حلم علي ورق
ده عمل لنزع فتيل ألغام متحركة في مجتمع فيه ألغام تكفي عشرات المجتمعات
مش مجرد حلم يتسجل علي جدران عادية
ده حلم بنقش فرعونى لا يمحى مع الزمن

محتاج الحلم يوصل لناس تقدر تساعد ضد الروتين وضد الحاجة..ممكن أي اقتراحات تتسابلي في تعليقات أو في ميل وشكراً مقدماً