مقدمة لابد منها ..لأصحاب الأوقات الثمينة..البوست كتبه العبد لله الرغاي بطبعه فهو طويل..اللي يهمه يقرا يعمل حسابه بقي..وتاني حاجة..لأصحاب القلوب الفافي اللي بتتقطع لما القطة الشيراز يجيلها نزلة برد ومش بتتقطع لما عداد الموتي بيعد كل يوم مئات من البشر..مش تقروا البوست لأنه ببساطة مش هيعجبكم وهتحكموا عليه بغباء إنه كئيب..فعلي إيه وجع القلب ؟! ..اللهم قد بلغت الله فاشهد..
______________________
أتخيلها وهي تخرج من أخر منزل كان يأويها ..وتتداعي مع هذه التخيلات سيمفونية من نميمة جاراتنا في ذلك الحي الشعبي..وهي نميمة أحبها رغم بشاعة الفكرة كنشاط لا طائل منه سوي إضاعة الوقت في تناول سيرة الناس..ربما لأنها تدفعني للتفكير ؟! لا أدري..0
أتخيلها وهي منكسرة العين والفؤاد وهي في منتصف الثلاثينات ..اسمع احدي الجارات تمارس هوايتها وتتردد نميمتها في أذن لم تعد صغيرة...: كلهم يا أم السعد اتنكرولها وحتي أختها اللي كانت بتشاركها سرير واحد بتقولها أنا ما يدخلش بيتي أخت ضعيفة ..0
اتذكر رد أم السعد وبدانتها المفرطة : رغم إنها طلعت من التعليم عشان تصرف عليها وتدخلها اللي اسمها الجامعة..وبعدين بتتلكم عن الضعف ازاي وهي اللي بتتمسي يومياً بعلقة من الفحل جوزها وبعدين بتبوس رجله وتصالحه عشان شطارته في ال....0
أتخيلها سائرة بلا هدف وهي لاتحمل سوي شنطة بها ثياب قليلة وبيدها الأخري صندوق مجوهرات لم يكن علي حد علمي يحتوي علي ما يساوي قيمته ..ولكن من قال أن الذكريات عديمة القيمة ؟!0
أتذكر رد الجارة علي أم السعد : دي خافت من عين جوزها لتروح لأختها وتخطفه منها ، ولا يا حسرة أخوها اللي عمل نفسه كبير يوم الورث وخد أهم حاجة فيه وبعد كده متبري من أخواته اللي من لحمه ودمه وحتي أخوه العربجي ..لأنه مش من مقامه وهو اللي مأجر سيدلية علي ناسية - هكذا نطقتها - الشارع الرئيسي وهو اللي كان بيروح الجامعة بهدوم بيلبسها أخوه العربجي دلوقتي ..0
أعود لتذكرها عندما رأيتها أمامي تسير بعينين زائغتين تحملان اسئلة وحيرة وترتسم فيهما معالم الندم وأتذكرني وأنا ذو العشرة أعوام اسأل والدتي : هو ليه ربنا مش بيساعد الغلبانة دي يا ماما ؟!0
ولم أحصل علي جواب في حينها ..0
تعود ثرثرة الجارة للتداخل مع تصوري لها في ذلك اليوم المصيري في حياتها ..0
فأتذكر قولها : ورغم إنها يا أم السعد معاها حكم متعة يعيشها في أوضة فوق السطح...وتدبر مسروفاتها من شغل البيوت أو شغلها في الخياطة..بس باينلها اتعقدت من الأحكام والمحاكم ..0
وأذكر رد أم السعد جيداً وأذكر الألم المتصاعد بداخل نفسي الصغيرة والذي ترسخ في أعماقها السحيقة وأنا أسمعها : ما أكيد من عملة المحامي اللي بيقول إنه بيدافع عن الغلابة لوجه الله..0
أتذكر رد جارتها : أكيد كان هيعمل عملته وبعدين يدافع عنها لوجه الله محدش قال حاجة غير كده مع ضحكة لا تناسب سنها وأمومتها لأولاد متزوجين ...0
أتخيلها تسير يوماً كاملاً في حواري وشوارع الحي ...وتلك الأجواء الشعبية التي فقدت رونقها وأهم عناصرها وهو ترابط الناس كالجسد الواحد الذي اذا اشتكي منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمي ...0
أتخيل قول أمي أنها لم تستغل شباب ونضارة جسدها لكي تكمل الحياة وتحصل علي فتات الدنيا مقابل كرامة لا تعود مرة أخري..0
أتذكر قول الناس فيما بعد أنها اختفت ..هكذا ببساطة مخجلة!!0
أتخيل عقلها يتسائل عن جحود أولادها الثلاثة وأصغرهن في الثانوية العامة وهي من تباهت بهدية أهدتها لها في عيد الأم أمام والدتي ..كيف يتنكروا لها لمجرد أنها ضعيفة ووحيدة ؟ وهل أجابها أبنها الجامعي الذي كان يطمئن عليها متخفياً عن أعين أبوه..حبيبها سابقاً ؟!0
أتذكر قول خالتي عن تلك العلاقة : ولا قيس وليلي في زمانهم يا ابن اختي..من وهما 15 سنة وبدأت أغاني عبد الحليم تشتغلي ورسايل الغرام وحسد صاحباتها لحب أبن مدير المدرسة ..0
مع دخول الجامعة لم أتحمل مجرد التذكر..وصممت علي معرفة مصيرها ..واختلست صورتها أبيض في أسود من والدتي..0
وفي يوم ما بأحد المستشفيات علا صوتي لتجاهل موظف الاستقبال لي وفوجئت بصوت أنثوي من خلفي يسأل : عايز ماما أمل ؟!0
لم يكن هذا اسمها ولكني أحسست بأني قد وجدت ضالتي..فألتفتت لأجد الطبيبة الأنيقة تتابع: انت تقربلها ولا إيه ؟0
فكذبت وأجبت :أيوه أنا قريبها من بعيد ألاقيها فين ؟ هيا تعبانة ؟..فهزت رأسها نافية.. وقالت : لأ هي بخير وتلاقيها في دار ....للمسنين فلم أتمالك نفسي فسألت : وليه تروح هناك دي لسه صغيرة ؟ ومين يصرف عليها ؟ وليه اسمها ماما ؟ ولم تدعني أكمل...وقاطعتني وحمرة الخجل تغرق وجهها وتزيدها جمالاً:لأنها بتاخد بالها من والدتي هناك ومن النزلاء لدرجة إنهم سموها ماما !!0
وددت وقتها لو صفعتها لأحول سبب حمرة وجهها مندهشاً لأنها تجاهلت حمل امها لها 9 أشهر وهناً علي وهن وفطامها في عامين وتعبها في تربيتها لتصل لكلية الطب وتكافأها فلذة كبدها بأن تتنصل من خدمتها في ضعفها لتتركها بين أيد غريبة ..وأين بنتها ؟!! حية ترزق ولكنها وياللأهمية انضمت لقافلة المرأة العاملة التي رسخها بشكل مشوه إلحاح الأعلام الرأسمالي المسعور وكأن المرأة لابد وأن تعمل بمقابل مادي ثم توقفت عن استطرادي غير المجدي واحتفظت به لنفسي لأنها لن تعي منه حرفاً!!0
وأنصرفت وقد نسيت سؤالها عن العنوان ..0
أتذكر خطواتي نحو بوابة الدار ونظرة رجل الأمن لي معتقداً أني أحد الناكرين لفضل أصولهم..أتذكر كذبتي المنمقة عن إرث ماما أمل الذي تركه لها أخوها المهاجر..أتذكر حكي مسئولة الدار لي عن بدايات ماما أمل وعن طوفان الحب الذي أفاضت به علي كل هولاء الضعفاء..ودلتني علي أقرب النزيلات لها قائلة : قريب ماما أمل يا مدام ماري ..0
اتذكر تأملي لأطلال جمالها الزائل...والبادي بوضوح مع ابتسامتها...وقولها اتفضل يا ابني واستطرادها: أنا ليا هنا سنة بس ومع كده بحسها معرفة قديمة أوي عمرها من عمر ولادي..كانت بتصحيني تفكرني بميعاد الدوا وتجري تكمل صلاتها قبل الفجر ..كانت بلبسها الأبيض ملاك بعته الرب نساني توأمي المهاجرين والمرحوم وثروته اللي منفعتنيش في وحدتي..تعرف يا ابني لما حكتلي قصتها أنا شتمت جوزها فقالتلي : لأ ربنا يحاسبه مش أحنا ..بصي الرجالة دول زي البطيخ..لو كان مسموح تاخديهم علي المكسر المعيوب منهم مش هيقبل بيه حد وهيقف حال الدنيا..فتاخدي بطيختك سليمة وأنتي وحظك وشطارتك في الاختيار...يا تطلع مرة يا تدوقي العسل. يا يطلع دلع لا هو مر ولا هو محسل..وفي الأخر تحمدي ربنا علي كل حال..0
واصلت استطرادها كأنها قرأت شغفي بكل ما يخص ماما أمل: حكتلي عن قصة حبها وعيالها التلاتة والرحم اللي شالته وهيا لسه عيلة 20 سنة ..حكتلي إن حماتها قست قلبه عليها علي أساس إنها بارت ....0
أتذكر أنها توقفت لالتقاط أنفاسها..فانتهزت الفرصة وأنا أناولها كوب الماء سائلاً : وهي فين دلوقتي ؟ اجابت بأسي : أغلب وقتها في بلد والدتها في الفلاحين أصل واحد كان هنا السنة اللي فاتت كتبلها تلت ثروته وصية ليها وأقنعتها مديرة الدار بقبولها بالعافية ..نفسها عفيفة فوق ما تتصور متقبلش بأكتر من مرتبها..رأيت حينها دمعة في عينيها تترقرقان علي خلفية خضراء سبحان من خلق وهي تقول : بتوحشني أوي ونفسي أخدها بالحضن..بتفكرني بأختي الصغيرة وحنيتها عليا ..أتذكرني وأنا أتجاهل صمتها متناسياً وجوب احترامه..واسأل : طيب هيا بتعمل إيه من بعد الوصية ؟ فردت : من شهرين كملوا بني مدرسة ثانوي أزهر وده لأنها كملت تعليمها وعرفت قيمة التعليم ودلوقتي هيا في جامعة مفتوحة في حقوق..والمدرسة قالتلي إنها هتخليها من غير مصاريف للي ميقدرش يدفع وهيديرها اللي يقدر ينفذ مشاريع تنتج وتصرف علي المدرسة دوره كمدير للمدرسة..وإيراد باقي فلوس الوصية يساعد في الأول ..وبدأت قريب في دار أيتام هناك وقلتلها فلوسي تحت أمرك الخير كتير ولأني متأكدة إنك مش هتضيعيهم والأيتام هيتربوا أحسن تربية علي إيدك ..وردت عليا بشياكة وبرقة وقالت وهيا بتضحك : لو احتجت أكيد هطلب منك أصلي أنانية شوية وعايز الثواب لوحدي ..0
وكأن تذكرها الضحكة قد أعاد النشاط لذاكرتها الاستطرادية..فعادت تستكمل:تعرف حكتلي عن إنها مكرهتش جوزها لأن ده اختبار أو عقاب وفي الحالتين لو اتحملت فهيا الكسبانة في الآخرة ..حكتلي بداية عذابها مع جوزها وهروبها لمحاولة إنها تعيش سنها زي بنات ثانوي وتسمع مغني تحبه وتوجهله عواطفها ..حتي لو قال السح ادح امبو..ولكن جوزها منع عنها الراديو والتلفزيون..كان بيجر شكلها ..وكانت تقولي دلوقتي إنها حمدت ربنا علي إنه منعه لأن مغنيها بقت بتشمئز من صوته و كلمات أغانيه كلها عن الحب كأن الحب اللي بيغني عنه هيحل كل مشاكل العالم ..حتي شعره صبغه وعمل فيه عمايل ميعملهاش راجل ثم تضحك وهي تحكي لي ...0
أتذكر أحدي العاملات بالدار تقاطعنا : ميعاد الدوا يا مدام ..وتضعه مع كوب الماء بمهنية وآلية ..ورد فعل المرأة : بص الفرق في المعاملة بين اللي بتشتغل عشان الفلوس والتانية عشان قلبها الكبير..بص صورتها اللي خدتها ليها بعد محايلة.وأخرجت من الروب صورة لم أتعرف فيها ماما أمل لأول وهلة ..ملائكية تبدو في نور يشع من وجهها ويتسق معه ثوبها الأبيض والإيشارب وحتي الحذاء...ورغم ذلك رأيت في عينيها مسحة متبقية من الأسي..العالق بذاكرتي التي لم تعد أيضاً صغيرة ..0
تمنيت لحظتها لو اختلست هذه الصورة أيضاً ولو لنسخها ولكني أشفقت علي هذه المرأة الضعيفة ولم اقو علي حرمانها منها واستغفرت الله..وتيقنت أنه لابد أن أنصرف لأنها قد استهلكت طاقتها البدنية والنفسية..سألتها أخيراً عن مواعيد حضورها فأجابت : مبقاش ليها ميعاد .وتمسكت ببقائي قائلة : إنت فيك ريحتها .ولكني صممت علي الانصراف علي وعد بلقاء أخر إن شاء الخالق..0
أتذكر أنه قد مر ما يربو علي الخمسة أعوام لم تطأ قدمي فيها الدار ربما خوفاً من عدم رؤيتها والتي أحببتها بدون أن ألتقيها ويكفي ما أكنه لأمومتها من إكبار ولإنسانيتها من احترام ولعزة نفسها من تقدير ...0
وربما لم يكن الأمر بهذه المثالية ..فشاب في العشرينات ما زال يتحسس ملامح النضج قد تلهو به الماديات والحياة الخاصة مهما كانت تافهة أوفارغة وأقر بتكاسلي وتشاغلي في صغائر الأمور وإضاعتي لفرصة أبكي عليها الآن..فإن لم أنشغل بالوجود بجانب امرأة مثلها..ولو للحظات فبمن سأنشغل إذاً ؟ بعاهرات الواوا أو حبس تامر الفخور بشعر صدره ؟! عموماً ندمي هذا لم يعد يجدي..وإن كان قد يؤدي للإفاقة من واقع فارغ غالباً حقير أحياناً...0
وفي هذا العام نفضت عني الكسل..ووجدتني أخطو نفسي الخطوات ..أمام نفس رجل الأمن وقد تبدلت نظرته لشفقة وحزن..توجست منهما خيفة وسألت عنها فرد باقتضاب : اتفضل اسأل جوه ..0
وصلت لمدام ماري بصعوبة لقلة اهتمام العاملين الجدد بالدار بما فيهم المديرة ..0
أتذكر نظرتي لذلك الوجه الذي كان جميلاً واندهشت لأنها لم تكن منذ خمس سنوات إلا شابة في الخمسين والآن أصبحت كهلة في الثمانين ..0
لم تجب عن أي من تساؤلاتي ونظرت لي ساهمة معاتبة..وأشارت لركن حجرتها لصندوق أعرفه..0
لم أصبر لأحضره وفتحته ملهوفاً..وجدت فيه صورة لها مع مدام ماري قبل أن تصبح الجدة ماري..وجدت صورة جماعية رأيتها من قبل مع العاملين بالدار ..وجدت عقد زواج مهترئ وورقة طلاق..حكم محكمة...خطابات بخط جميل ورائحة أجمل..لم ترسل بعد..تبدأ كلها بولادي حبايبي..لم أحتمل وأحضرت الصندوق لمن طلبته ..التي لم تسترسل في الحديث وإنما تابعت نظرتها اللائمة وقالت : الدكتور قال كان عندها الورم من أكتر من 6 سنين ومستغرب إزاي مجاتش تشتكي منه..مكانش يعرف إنها مستعجلة علي أحلامها كأنها حاسة بقدرها..ومكانتش هتستني تخلص متاهات المرض والدكاترة ..0
أتذكر أني وقتها بدأت أعي ما حدث ولم أجد ما أقوله..واحترمت صمتها والذي كسرته بصوت واهن : قبل ماتروح لربنا بيومين كانت قاعدة معايا ومتحسش معاها إنها تعبانة تعب الموت..راحت جابت الصندوق وقالت ده هديتي ليكي وضحكت وحضنتني جامد ولو كنت أعرف إنه الأخير مكنتش سبتها تمشي بسهولة كده ..وقالتلي أستودعك الذي لا تضيع ودائعه..وبعديها بيومين قالولنا في تليفون الدار إنا كانت في دار الأيتام بتتابع الأحوال فيه...وحبت ترتاح علي الكنبة في المكتب..بعد ساعتين بيصحوها مصحيتش وفضلوا مش مصدقين إن الملاك دي راحت بالبساطة دي..أغلب اللي بيشتغلوا هنا سابوا الشغل وراحوا دار الأيتام لأن وصيتها كانت عبارة عن 3 كلمات..0
وصيتكم الأيتام والمدرسة..0
لم أحتمل وأشحت بوجهي لكي لا أزيدها هماً بدموي أنا العائد بعد خمس سنوات وأحسست بيدها الواهنة تربت علي كفي قائلة : معلش يا ابني أنا مش هلومك علي عدم متابعتك ليها وكفاية إنك حاسس بيها وأكيد اهتمامك هيبقي فعل ومفيش حد بيتولد زي ماما أمل..كل واحد فينا بياخد وقت لحد ما يرسي علي بر الخير أو الشر أو البر المتجمد اللي راسية عليه أغلب الناس..التغيير للأحسن بياخد وقته فمتعيطش يا ابني وتلوم نفسك علي أي تقصير بتتخيلها وأدعيلها وحاول تساعد في تنفيذ وصيتها..0
اتذكر أني فتحت الصندوق مرة أخري لأجد قوله تعالي " وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون " ملصقاً بعناية في أسفل باب الصندوق ..أتذكرني أرددها وأنا أخطو خارجاً..ويتداعي إلي ذهني الحديث النبوي (( إذا مات ابن ادم إنقطع عمله إلا من ثلاث ..علمٌ يُنتفع به..وصدقةٍ جارية ..وكلاهما يتمثل في المدرسة والدار ..وولدٍ صالح يدعو له )) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام .0
لربما ينقصها فقط ذلك الولد الصالح الذي يدعو لها ..لربما أكون أنا هذا الولد..رغم أني لم أكن في حياتها إلا مجرد متابع عابر ..ورغم أني لم أقبل قدماها..رغم أني لم أقبل يديها أو حتي رأسها..ولكن ما أزال مقتنع بأني قد أكون هذا الولد ..0
أو أتمني ان أنجح في ذلك