نظرت خلفها بتوتر
نظرت لتؤكد مخاوفها
لتؤكد وصولها إلي مرحلة اللاعودة
لقد قطعت شوطاً أطول مما تتخيل
لم تكن تتخيل في البدء أن كرامتها ستتحمل أن تصل لهذا المدي
أحست بإرهاق نفسي لم تشعر به منذ أمد طويل
لم تتخيل مدي القلق الذي تشعر به الآن
تنظر للخلف مرة أخري وتتوقف لثانية
نظرات زائغة تتأمل بها ما قطعته من شوط طويل
لم تعد تحتمل التحلي بالصبر
نظرات زائغة تتأمل كرامتها الذبيحة
فبعد رفضه الأخير وللمرة الثالثة
وإهانته لها بدون أن يشعر
وهي متأكدة أنه لا يعتبرها صديقة
وأنه قد وجد البديل لها ..وهرع إليه بدون تفكير
ومع ذلك وبعدها ولمرات نادرةأحست بوجود مشاعره التي صرح بها كثيراً والتي صدقتها لعدم وجود أي غرض منها
ولكن الآن يخجل من التصريح برفضه لها
وأن اهتمامه المتقطع مجرد شفقة
ملت من استطراداتها
و ملت من ترديدها
فات الكتير وما باقي إلا القليل
أحست بتراخي خطواتها وبأنها لن تكمل ما قد بدأته
ولكن نظرتها الأخيرة أدركت أن ذلك الجسر لن يحتمل حتي تعود لأوله
وأنه سينهار قريباً جداً
وأنها ستنهار معه
وستلملم أشلاء روحها من محيط الواقع المرير
وتذكرت ذلك الإحساس الذي تخشاه لدرجة الرعب
الوحدة وسط الناس
الغربة في دارها الذي لم تعرف غيره
كم عانت لتقنع نفسها أن الحياة هبة لا يستحقها من عاش لنفسه فقط
وهي تحب الحياة ولاتحب أن تعيش لنفسها ولكن
انقطعت أغلب حبال التواصل مع أقرب الناس إليها
سواء بتقصير منها أو غفلة لم تتنبه منها إلا بعد فوات الآوان
سواء بإرادة الخالق التي لا راد لها
سواء بتقصير من الآخرين
ومع ذلك بذلت أقصي جهدها في بناء أخر الجسور
جسرهما معاً جسر الصداقة
جسر كانت تتمناه أبدياً
واجهت الكثير لأجل أن تبني ذلك الجسر
لأجل أن تمر عليه في لحظات الحاجة
لكي تستمتع بالوصول لطرفه الثاني
لكي تشاركه لحظات سعادته
لكي تكون بجانبه عند الحاجة
وعند اللا حاجة
وعند هذه النقطة أحست بألم مختلف
أحست بعدم الثقة من جانبه وخوفه من أن يظهر أمامها عارياً
يظهر علي حقيقته وبدون أقنعة
خوفه من أن يظهر ضعفه وحاجته
يظهر عيوبه ومساوئه
ذلك الخوف الغبي
ورفضه ليدها الممدودة دائماً وأبداً
يدها التي طالما امتدت مهما كان طول الجسر ومهما كانت مرهقة نفسياً
نادراً ما فكرت في سحبها
لم تستوعب بعد فكرة تخيله غارقاً في محيط الواقع
في تلك الغابة التي ترتدي قناع الجنة
في الزيف والتضليل والكذب
لم تستوعب لماذا لا يثق بها علي الأقل كجزء منه
هل يخشي أن تستغل مساعدتها له في إيلامه ؟!00
هل يخشي هروبها منه ؟!00
وهي من أعطته وعداً ببقائها بجانبه طوال الحياة
وكررت وعدها عبر أسلاك الهاتف وهي من هي وقتها
كررت وعدها وهي تظن أنه بحاجة إليه
وساعدتها دموعه في تأكيد هذا الظن
رغم أنها هي من أحتاجت له وإلي يده الممدودة
إنها تتذكر امتدادها في مواقف عديدة لا تتعدي أصابع اليدين
ولكنها تترك في نفسها إحساساً جميلاً
إحساس تمنت أن يشاركها إياه
الإحساس بوجود الصديق
طالما أخبرته أنه ينقصه تعريفاً كاملاً
تعريفاً للصداقة لكي يحصل علي صديق كامل
طالما أخبرته أن الصداقة هي علاقة توحد وأن الفروق تكاد تتلاشي
طالما أرادت إخباره بالمزيد عن الصداقة
ولكنه دائماً ما كان يغطس في محيط الواقع
وينشغل عنها ويعود متظاهراً بأنه لم يتألم
وبأنه قد استفاد من هذه الرحلة القصيرة
وقد صدقته أحياناً وصدقت أنه ما عاد إليها إلا إشفاقاً منه عليها
ومع ذلك تستسلم وتواصل الحفاظ علي جسرها الأخير
تكاد تمسك بأعمدته لكي لا ينهار
تطأ كرامتها لأجل تحقيق ذلك الهدف
تخجل من إعلانه بأنها مستعدة لفعل أي شئ لأجله
تدرك أنه لن يفهم رغم أنه كرر أنه يحب صداقتها
ولكنها لا تري سوي صداقة منقوصة
صداقة من النوع العابر ..أو هكذا أراد هو
تواصل المحاولات معه وتظل يدها ممدودة
ولا يتنازل ويتلقف يدها المرتعشة ولا يكلف نفسه مجرد التجربة
يتبع معها أسلوباً لا تفهمه فهو يقترب حينما يريد
ويبتعد حينما يريد ..كأن وجودها مجرد فانتازيا أخري
لقد أرهقها اعتماده علي مشيئته وحده
رغم أنه مؤمن بالله وفي مرة من المرات
كان هو من يذكرها بوجوب تذكر ذلك
ومع ذلك يواصل الاعتماد علي ما يريده
ولا يتوقف ليفكر في ما تريده هي
واصلت تقليل المسافات بينهما
وتلين من وجهة نظرها لكي يظل الجسر ممكناً
تعلم أن ما ينقصه إنما هي اشياء افتقدها عند تكوين شخصيته
ولكن هل يظن أنها مكتملة ؟!0
إنها لا يزال أمامها الكثير لكي تقول أنها شبه كاملة
والكمال لله وحده طالما كررها
لماذا يصمم أن يمر بنفس المراحل التي مرت بها ويصمم علي تجربة ما توصلت هي لنتائجه ؟!0
تشعر بعدم تصديقه لها ويؤلمها هذا
تشعر بعدم ثقته في حسن نواياها وجدوي وجودها في حياته أصلاً
ومع ذلك تكذب احساسها
تراه يتسرع في الحصول علي بديل لها
وتكذب احساسها مرة أخري
وتتجاوز آلامها وكل ما يمكن أن ينفره منها
وتتجمل وتمد يدها إليه للمرة الأخيرة
وتنتظر أن يقبل وجودها ويجرب إحساسها بجمال الصداقة ونقائها
مرت خواطرها وتجاوزت شباك الحيرة التي تحاصر قلبها وعقلها
ونظرت نظرة أخيرة علي امتداد الأفق
وكأنها تودع نفسها التي تركتها عند مدها لجسرها الأخير
هي تدرك أنه يستحق تضحيتها ...علي الأقل تضحي لأجله بدلاً من أن تضحي لأجل المجهول
وتستعد لقفزتها الأخيرة قبل انهيار الجسر
وتنبهت أن الانهيار من طرفه هو وليس طرفها هي
ومع ذلك تواصل اندفاعها
وتراه وهو يعطيها ظهره وتتمني أن تناديه ندائها الأخير
فقد تفشل في تجاوز ذلك الشرخ الذي يتسع كل لحظة
وتسقط ....
وعندها لن يسمعها مرة أخري
وإذا تصادف وتلاقيا في الأسفل فغالباً ما لن يتعارفا..
إنها تشعر بتغيره وتشعر بأنها لن تعود كما هي الآن
وتنظر لأسفل وترتجف وتنظر لنهاية الجسر وعبر الشرخ
وتري ظهراً طالما تمنت أن تربت عليه
طالما تمنت أن يكون سندها في الحياة التي تحبها ..
ولكنها تراه الآن ينظر للمجهول
ويـختار النهاية الضبابية ويتجه للمحيط
ومع ذلك قررت قرارها الأخير
وتوكلت علي الله
وتمنت أن يشعر بها حتي لو لم تنجح
فقط لو يشعر ويقدر ويستجيب ؟!
واستعاذت بالله من كلمة لو وأغمضت عينيها
_________________
*
*
*
صوفي مبروك الخطوبة وأتمني قريب أدخل الاقي كلمة رومانسية ومنسية علي يمين البلوج بقت رومانسية وبس
ماشي ؟
ومستنيين الفرح بقي وعقبال أما تجوزي العيال
وكان نفسي أباركلك من زمان
بس أنتي عارفة الدنيا معايا شكلها إيه
ألف ألف مبروك والمليار مبروك بقي يوم الفرح