طعم الحصرم * في الفم

بعدت الفترة اللي فاتت عن الصلاة رغم إن أول الأسبوع حصل حاجة كويسة في حياتي حمدت عليها ربنا لفظاً مش أكتر ..والنهارده الحمد لله رجعت أحسن شوية ..وحبيت أكتب حاجة قبل ما تتنسي زي اللي قبلها ..لأني بقالي 80 يوم بنسي ..

من فترة طويلة بفكر مكتبش أصلاً ...لأني محتار بين حاجات كتير عايز أقولها وبين حاجات مأثرة علي نفسيتي بتأثر

وبتخرجني عن الموضوع اللي بكتبه بس ما باليد حيلة ..

وأنا بتمشي في الشارع ..كان في واحد بيتكلم في المحمول
فبيحكي بصوت عالي أوي في تأجيل جلسة وشغل المحاميين ده
وعشان يوصل وجهة نظره فقال النكتة دي
واحد مراته طردته ..ومكانش ليه حد في الدنيا غيرها
فمش عارف يروح فين وفضل واقف علي باب الشقة
ينادي عليها متردش ..يخبط متردش ..لحد ما اتعصب أوي
فبقي كل شوية كل لما يخبط ومتردش عليه يخبط برجله صفيحة القمامة تخبط في الحيطة وتخبط فيه ..0

وهكذا فضل يكرر الموضوع ده
لغاية أما أتعور جامد أوي ..0

فقام مصرخ وقالها افتحي يا ولية
الصفيحة هتموتني ..!!00
فمنطق النكتة القديمة دي لما أفتكرته وصلني لخواطر معينة وهكتب البوست النهاردة
عشان منساش بس الموقف اللي استفدت منه أوي

*

*

*

________

**

*

لما تخرج من بيت إنت بنيته ..0

من حاجة تعبت فيها عشان تكملها للآخر

وقتها عشان ترجع ..والباب مقفول ..هتفضل تنادي ..

بس لا حياة فيمن تنادي ..هتخبط علي باب جنبه ..

هيخرجلك صاحبه بشياكة

فيقولك إنه مشغول ويقفل من تاني

وده حقه فمتقدرش تتكلم ..أكيد من حقه يحدد أولوياته

فساعتها من الحيرة تنسي أهم حاجة

اللجوء لربنا والإيمان بيه بكل جوارحك

ساعتها هتنسي وترجع للباب اللي لما اتقفل في وشك وصلك للحالة دي وتقعد تخبط ..ولما ميردش صاحبه ..0

أو يرد ببرودوبكلمتين يبينوا إنه مش مهتم بيك أصلاً وعايز يخلص منك من غير ما يتعب ضميره

وقتها هتخبط في صفيحة ذكرياتك اللي علي الباب ؟!0

أو صندوق عبارة عن خلايا مخك اللي مش بتبطل تفكير

وبحث عن مبررات لكل حاجة بتحصل..وغرق في موجات من الحيرة لوحدك تماماً مش عارف تكمل للآخر ولا تستني المجهول

حيرة بين استسلام لواقع تافه وأناني

واقع أنت متأكد من إنك مش لازم تسيبه يستغرقك..

ساعتها هتحس بطعم مر في روحك بيحاول يغطي علي الأمل

اللي تعبت عشان تزرعه جواك

وتفضل تخبط في صندوق الحيرة والذكريات..صندوق الاحتمالات

وكل ما تخبط فيه غصب عنك..0

غصب عنك لأنك لسه مش القوة

اللي تمنع بيه جنوحك للتصرف ده

يخبط ويرجع يخبط فيك تاني بقوة متزايدة ..0

ويزيد عمق الجروح ومصمم إنك لما هتعمل كده هتقدر تفتح آخر باب اتقفل في وشك

لكن في الواقع الموضوع مش متوقف علي تصرفك إنت ..0

المفروض تسلم أمرك لله

وتستني تقلبات أمزجة أصحاب الأبواب

الأبواب المقفولة ..وتروح بكل جوارحك للمكان الوحيد

اللي بابه مش هيقفل في وشك

يا تري تقدر ؟!000

ولا هتسيب طعم الحصرم يكون الطعم الوحيد في فمك ؟!00

هتفضل واقف مستسلم للصفيحة أو الصندوق اللي كل ما تخبطه يرجعلك ..يخبط فيك ؟!00

تسيبه يعمق جروحك ..تسيبه وإنت معتقد إن وحدتك

هتكون الحل لفتح أي باب إنت عايزه يفتح تاني ؟!00

في النهاية ..في اختيارين ..0

تفضل أدام الباب تجرح وتهين في روحك

أو تروح للباب الوحيد اللي مش هيتقفل في وشك وتصبر

وفي الحالتين هيفضل طعم الحصرم في فمك

_______

*

*

0* الحصرم ..كلمة عربية بترمز لأول العنب أو التمر ...يعني أول الحصاد بتاعه مبيكون لسه مش ناضج

وغالباً ما تستخدم الكلم للرمز لطعم مر

* عنوان البوست قريته في مقالة في الدستور عن رواية اسمها ( حصرم الجنة ) لأديب فلسطيني اسمه عاطف أبو سيف ..والرواية بتعبر تعبير جميل وبذكريات بسيطة عن سيطرة المرارة علي المغتربين عن بلادهم ..بداية من خبرة جدته والأجيال التالية ليها من مجتمع فلسطيني منسي في زمن جمال مبارك وهيفاء وهبي وكوندي ..مجتمع اللاجئين

المقال اللي بيحكي عن الرواية دي بالصدفة كان في جنبه مقال تاني لأحمد الخميسي

قال فيه إن الأدب ( وأنا بضيف عليها أي تعبير جميل عموماً سواء كان غناء أو سينيما أو كتابة أو شعر )

بيعيبه في المجمل إن الشخصية بطلة العمل الأدبي أو أيا كان مش بتكبر بحيث إن همها يبقي بحجم الوطن

أو المجتمع بل بالعكس

بيجرها ليصبح المجتمع أو الوطن بحجم مشكلة الفرد ..وده اللي حسيته وأنا بكتب في المدونة 00

مش عارف أخرج من شرنقة بعيب علي الناس استسلامهم ليها مع إن ربنا لو لاحظنا أغلب أحكامه وتعليماته

بتحثنا علي إننا نكون في حالة الكل

مش الفرد ..نحس بحاجات مشتركة ويكون لينا أهداف مشتركة

عموماً نرجع لمقال الأخ / أحمد الخميسي اللي قال

حاجة جميلة أوي في الآخر عجبتني أوي

مقتبسها من مسرحية بس نسيت اسمها

قد تكون قبسة النور في الغروب الشامل الذي نعيشه

هي كيفية وصفنا لهذا الغروب ..وبضيف عليه ..نظرتنا لهذا الغروب